الأمان المادي يبدأ من الاستثمار العقاري

"السلف تلف والرد خسارة" هذا ما قاله أسلافنا عن اقتراض المال من الآخرين وكثيرًا ما نضطر إلى ذلك بفضل الأزمات الاقتصادية المتتالية التي نتعرض لها، فهل تدرك معنى ألا تعايش أزمات مادية ولا تبحث عن أحدهم يقرضك المال وتعيش تحت وطأة الدّين؟! هذا ما يُسمى بالأمان المادي.

يمثل الأمان المادي أحد أبرز الأهداف التي يسعى لها كل إنسان، ويتحقق الأمان المادي بعدة صور، إحداها الاستثمار، والذي يتضمن داخل ثناياه الاستثمار العقاري، والسؤال هنا ما هو الاستثمار العقاري؟ وكيف يمكن تطبيقه بصورة ناجحة للغاية؟

ما هو الاستثمار العقاري؟

يطرح الاستثمار العقاري فرضية أن يصبح الفرد مالكًا للعقارات وصاحب رأس مال في المستقبل، إذ يوجهه إلى شراء عقارات متنوعة ما بين مبانٍ وأراضٍ، ثم يبيعها بسعر أعلى أو يؤجرها بهدف جنيّ عائد مادي منتظم.

ولا يمكن حصر فوائد الاستثمار العقاري على أي حال، فالأمر يدر ربحًا عظيمًا على الفرد إن أحسن التعامل معه.

طرق الاستثمار العقاري

رغم أن فلك الاستثمار العقاري يدور حول شراء العقارات وبيعها، يمكن تطبيقه بصور مختلفة، مثل:

الاستثمار العقاري المباشر

يعتمد هذا النوع من الاستثمار على تعامل الفرد مع العقارات مباشرة، فيشتري من العقارات ما يرغب ثم يبيعها بسعر مرتفع أو يؤجرها، وتتميز تلك الطريقة بما يلي:

  • حرية التحكم في العقار بالكامل.
  • القدرة على تحقيق عائد مادي مرتفع إلى حد ما.
  • الحماية من التضخم.
  • القدرة على تنويع أوجه الاستثمار.

أما بالنسبة إلى ما يعيب تلك الطريقة، فهي:

  • الحاجة إلى فهم واستيعاب السوق العقاري قبل البدء بالاستثمار فيه.
  • عدم القدرة على الاستثمار دون رأس مال كبير.
  • كثرة التعامل مع تعقيدات قانونية وضريبية، قد لا تفقه منها شيئًا إن لم تكن ذي علم بها.

الاستثمار العقاري غير المباشر

يحتاط هذا النوع إلى عدم خبرة البعض بقواعد الاستثمار العقاري، لذا يعتمد على تعامل الفرد مع وجهات معنية بذلك، مثل صناديق الاستثمار وشركات التطوير العقاري ما يمنح مزايا عديدة، منها:

  • عدم الحاجة إلى رأس مال كبير، فمن خلال بضعة آلاف يمكن للفرد الحصول على عائد مادي جيد بقدر ما.
  • تنويع الاستثمار، فبمقدور الفرد شراء أسهم في مبانٍ وعقارات مختلفة.
  • عدم الحاجة إلى بذل جهد مضنٍ لمعرفة أدق التفاصيل عن العقارات فثمة من يكفل هذه الوظيفة.

ولسوء الحظ لا يخلو هذا النوع من الاستثمار من بعض العيوب، مثل:

  • صعوبة التحكم في العقار بالكامل، إذ قد يكون تحت سلطة أكثر من عميل.
  • انخفاض قيمة الدخل العائد مقارنة بالاستثمار المباشر.

الاستثمار العقاري عبر الانترنت

يرتكز هذا النوع من الاستثمار على التعامل مع منصات ومواقع الإنترنت المخصصة لذلك دون الحاجة إلى زيارة الموقع، إذ توضح موقع العقار ومساحته وسعره وتسمح للفرد بشراء ما يناسبه.

ورغم سهولة هذا الاستثمار وانخفاض تكلفته ووفرة الوقت والمجهود الذي يمنحه، تصاحبه بعض العيوب، أبرزها احتمالية الوقوع في فخاخ النصب والاحتيال.

وفي الحقيقة لا يمكن تحديد أيها أفضل أنواع الاستثمار العقاري فلكل فرد ما يحبذه ويميل إليه تبعًا لظروفه الخاصة.

مميزات الاستثمار العقاري

للعلم لا يتقصر الاستثمار على شراء العقارات فقط، فثمة أوجه أخرى يمكن للفرد بها استزادت أمواله منها اقتناء الذهب والعملات الأجنبية، غير أن الخبراء الماليين يشيدون دومًا بالاستثمار العقاري، فما السبب؟

يعود ذلك على الأغلب إلى مميزات الاستثمار العقاري، والتي تتمثل في:

  • سرعة تحقيق أرباح من خلال العقارات عبر البيع والشراء السريع.
  • عدم التأثر بتوابع التضخم، فالعقار من الأصول التي ترتفع تكلفتها تلقائيًا مع زيادة الأسعار.
  • القدرة على تنويع المحفظة الاستثمارية، فتارة تستطيع شراء وحدة تجارية وتارة أخرى وحدة سكنية أو أرض.
  • الحصول على دخل نقدي مستمر.

ورغم كل تلك المزايا لا بد من الانتباه والحذر من مخاطر الاستثمار العقاري.

مخاطر الاستثمار العقاري

تقول إحدى الأمثال الشعبية: "إن كنت على البير اصرف بتدبير"، وإسقاطًا على حديثنا هنا… لا ينبغي أن يدفعك امتلاك بعض المال للانخراط في الاستثمار العقاري للنيل بمميزاته دون العلم بمخاطر الأمر، فالواعي بالخطر يساعدنا على تجنبه!

وتكمن مخاطر الاستثمار العقاري في:

  • كثرة تقلبات السوق، إذ يتأثر السوق العقاري سريعًا بالعوامل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
  • صعوبة إدارة العقار، فالأمر يتضمن الكثير من التحديات والمشكلات التي تتطلب حنكة وذكاء وبال طويل.
  • تعدد التكاليف التشغيلية، ويُقصد بها الصيانة والإصلاحات وضرائب العقارات والتأمين، فإن لم يحتاط الفرد لهذا الأمر قد يعود عليه شراء العقار بالخسارة بدلًا من التربح.

عزيزي القاريء، لا بد أن حديثنا سلفًا قد أوقد في نفسك الرغبة في اقتناء عقار ما، وخطو أولى سلالم الثراء والأمان المادي، وقبل أن تطغى عليك تلك الرغبة، عليك باتباع بضعة قواعد حتى تثمر هذه الرحلة بالهدف المنشود.

قواعد الاستثمار العقاري الناجح

كلمة في أذنك! يشبه الاستثمار العقاري رحلة الكفاح التي يخوضها الفرد في الدراسة أو العمل، إذ تشتمل على بعض أسرار النجاح، فإن التزمت بها أثمرت عن نتائج رائعة، وحتى لا نطيل الحديث عليك، إليك أبرزها:

  • تحديد الأهداف الاستثمارية، وهي اللبنة الأولى التي تبدأ بها رحلة الاستثمار العقاري.
  • دراسة السوق العقاري، ومتابعة المستجدات يومًا بيوم.
  • التركيز على مجال واحد في العقارات، وعدم التشتت بين أكثر من مجال.
  • عدم المجازفة بمبالغ كبيرة في عقار واحد.
  • التحلي بأخلاق العمل والأمانة وعدم التخلي عنها.
  • توطيد العلاقات الاجتماعية في السوق، إذ يصب ذلك في مصلحة الفرد فيما بعد، فيتمكن الفرد من تحديد الأشخاص الذين يرغب في التعامل معهم.
  • التأمين على العقار؛ حتى إذا أصابه حرق أو تلف - لا قدر الله- تمكن الفرد من نيل تعويض عنه.
  • التحقق من الوضع القانوني للعقار، فكثير من حالات النصب والاحتيال تحدث جراء تجاهل هذه الخطوة.
  • توقع المخاطر والأزمات التي قد تحدث، فالسوق العقاري سريع التقلب.
  • استغلال الفرص الذهبية جيدًا.

وحتى لا يكون الحديث حبرًا على ورق، دعنا الآن نطبق ما ذكرناه سابقًا ونتعرف إلى كيفية الاستثمار في العقارات في مصر.

كيف تستثمر أموالك في العقارات؟

تشغل كيفية الاستثمار في العقارات في مصر أذهان الكثيرين، حتى وإن لم يمتلك رأس مال يؤهله لذلك، والحقيقة أن الأمر ممكن بالميزانيات الضئيلة، كل ما عليك هو اتباع الخطوات التالية:

حدد الميزانية

في البداية حدد الميزانية التي ترغب في استثمارها في العقارات، سواء كانت أموال سائلة أو أصول متفرقة تريد جمعها في إحدى الوحدات السكنية أو التجارية.

قررّ نوع المشاريع التي ترغب في الاستثمار فيها

بعد حصر جميع الأموال، اختر نوع المشاريع التي تريد الاستثمار فيها، هل وحدات سكنية أم تجارية أم أراضي فضاء، أيضًا يُفضل أن تقرر هل ترغب في وضع أموالك جميعها في مشروع واحد أم تقسيمها على مشاريع متعددة.

ولا ينبغي أن تنسى تحديد المنطقة الجغرافية لاستثمارك العقاري، فهو ذو شأن كبير، ويمكن تحديد المنطقة المناسبة عبر:

  • البحث عن المناطق ذات فرص النمو الكبيرة.
  • اختيار المناطق التي تعرفها، فبدلًا من تجربة منطقة جديدة استثمر في مكانك الخاص.
  • النظر إلى الأماكن ذات العوائد الكبيرة والتي يمكن أن تجني أموالًا وفيرة، فمثلًا من الأفضل اختيار إلى المناطق ذات العقارات الشاغرة.
  • اختيار عقار جاهز، وهذا أمر اختياري لكنه يغنيك عن تكبد عناء تشطيب العقار وتجهيزه.

ادرس السوق بعناية

قبل أن تهم باستثمار أموالك، عليك بدراسة السوق بعناية، وتحديد الفرص والمخاطر حتى تنال استفادة كبيرة ولا تخسر استثماراتك.

وينبغي أن تحرص في نهاية هذه المرحلة على التقرير بشأن مجال العقارات الذي ترغب في استثمار أموالك فيه، وننصحك بألا تجازف في تقسيم أموالك بين المجالات المختلفة، وهذا يختلف عن توزيعها بين العقارات، فالأمر الثاني جيد للغاية ويُنصح به.

تواصل مع شركة عقارات موثوقة

في حال استصعبت تطبيق الخطوات السابقة، يمكنك ببساطة الاستعانة بشركة متخصصة في الاستثمار العقاري ولديها باعٌ كبير في هذا المجال، إذ سيوفر عليك ذلك الكثير من الجهد والوقت.

هل نجاح الاستثمار العقاري أمر مضمون؟

العقارات كسوق الذهب والعملة، قد يصيبه الركود والكساد في فترات كيف لا و مشاكل الاستثمار العقاري في مصر ما تزال مشتعلة ولم يوجد لها حل حتى الآن! ومع ذلك يُعد الأكثر ضمانًا من مجالات الاستثمار الأخرى وكذلك الأعلى ربحًا.

لذا لا يمكن المراهنة على نجاح الاستثمار العقاري، فكل ما عليك العمل بمبادئ الاستثمار قدر الإمكان وسؤال المتخصصين على الدوام.

تنويه: البعض يلقي هذا السؤال بصيغة أخرى هي: هل الاستثمار في العقارات مربح؟ ولا شك أن إجابة ذلك هي نفسها.

هذه أهم المعلومات التي تحتاج إلى معرفتها في بداية رحلتك مع الاستثمار العقاري، ولا بأس إن شغلتك أسئلة أخرى غير ذلك، حينها يمكنك فقط التواصل مع خبراء العقارات شركة NCB وطلب المشورة.

شارك
مواضيع شبيهة
جميع الحقوق محفوظة NCB Developments, 2024Privacy Policy
سجل بياناتك
phone-handsetcalendar-fullcrossmenu